شخصية الامير
كان محي الدين بالإضافة لكونه شيخ الطريقة القادرية…
كان محي الدين بالإضافة لكونه شيخ الطريقة القادرية ذو مكانة رفيعة بين عامة الناس ومن كبار أعيانهم، وقد دفعت آرائه بالحاكم العثماني لوهران إلى تحديد إقامته ببيته وهذا ما دفعه للتفكير بالخروج لأداء فريضة الحج والابتعاد عن هذا الجو المشحون.
فأذن لمحي الدين بالخروج لفريضة الحج عام 1241 هـ/1825م، اصطحب معه ابنه عبد القادر وهو في سن الثامنة عشرة، ليكون شاهداً على رحلة طويلة شملت تونس، مصر، الحجاز، البلاد الشامية، بغداد، وأماكن أخرى، قبل العودة إلى الجزائر عام 1828م. كانت هذه الرحلة غنية بالتعلم والمشاهدة، حيث اكتسب عبد القادر معرفة واسعة في الفلسفة، الفقه، الحديث، والعلوم الشرعية والعقلية الأخرى، مما ساهم في تشكيل شخصيته القيادية والعلمية.
وعقب عودتهم إلى الجزائر، واجهت البلاد حملة عسكرية فرنسية شرسة توجت باحتلال العاصمة في 5 يوليو 1830م، واستسلام الحاكم العثماني الداي حسين. ولكن الشعب الجزائري، ومن بينهم عبد القادر، رفضوا الرضوخ للاحتلال وبدأوا في البحث عن سبل مقاومته، مستندين إلى العلوم والمعرفة التي اكتسبوها خلال رحلاتهم وتعلمهم.
كيف تكون واثقاً بنفسك
الثقة بالنفس مسألة قد تبدو معقدة، لكنها أساس النجاح والسعادة الشخصية. وفقاً لدراسات متعددة، فإن بناء الثقة بالنفس يُسهم في تحسين الأداء الأكاديمي والمهنية، ويقوي علاقات الأفراد مع الآخرين. الثقة نابعة من تقدير الذات والإيمان بقدرات الفرد، مما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة. الخبر السار هو أنك القائد الوحيد لهذه الرحلة نحو بناء ثقتك بنفسك، والأدوات اللازمة بانتظارك لاستخدامها.
الرحلة العلمية للأمير عبد القادر الجزائري
كان تعليمه الديني صوفياً، أجاد القراءة والكتابة وهو في سن الخامسة، كما نال الإجازة في تفسير القرآن والحديث النبوي وهو في الثانية عشرة من عمره، وحمل سنتين بعد ذلك لقب حافظ، وبدأ بإلقاء الدروس في الجامع التابع لأسرته في مختلف المواد الفقهية.
شجعه والده على الفروسية وركوب الخيل والتنافس في المسابقات، فأظهر تفوقاً كبيراً. أرسله والده إلى وهران لطلب العلم من علمائها، فتعمّق في الفقه ودرس الفلسفة والحساب والجغرافيا. استمرت هذه الرحلة العلمية ما يقرب من السنتين (1237-1239 هـ / 1821-1823 م).
بعد عودته إلى بلدة القيطنة وكان في الخامسة عشرة، بادر والده بتزويجه من ابنة عمه لالة خيرة. من ثم قرر والده إرساله لأداء فريضة الحج في عام 1241 هـ / 1825م، وأخذ معه ابنه عبد القادر وهو في الثامنة عشرة. خلال هذه الرحلة زار تونس، مصر، الحجاز، البلاد الشامية، بغداد، وعاد إلى الجزائر بعد ثلاث سنوات من التعلم والمشاهدة.
تلقى الأمير خلال هذه الفترة مجموعة متنوعة من العلوم، بما فيها الفلسفة والحديث والفقه، ودرس كتباً فلسفية ونصوصا إسلامية مختلفة. وقد أكمل بذلك بناء معرفته الشرعية والعقلية، وعاد إلى وطنه مسلحاً بالعلم والتجارب، ليحظى بمكانة مرموقة بين عامة الناس وكبار الأعيان.



