المبايعة

المبايعة الثانية للأمير دلالات ونتائج

في الرابع من فبراير عام 1833، شهدت مدينة معسكر حدثًا تاريخيًا مهمًا في مسيرة الجزائر نحو الاستقلال والتحرر من الاستعمار الفرنسي، وهو المبايعة الثانية للأمير عبد القادر . جاءت هذه المبايعة بالمسجد سمي بعدها بمسجد المبايعة بعد حوالي ثلاثة أشهر من المبايعة الأولى التي تمت تحت شجرة الدردار، وكانت بمثابة تأكيد على الشرعية والدعم الشعبي الواسع للأمير عبد القادر كقائد للمقاومة الجزائرية.

المغزى من إقامة المبايعة الثانية

كانت المبايعة الثانية بمثابة تعزيز للوحدة الوطنية وتكريس لمشروعية الأمير عبد القادر كقائد للجهاد ضد الاستعمار الفرنسي⁶. أصر الأمير على إقامة هذه المبايعة ليكتسب شرعية أكبر في قيادة البلاد وليخلف السلطة العثمانية التي كانت قائمة في الجزائر³. وقد حضر هذه المبايعة وفود من الأعيان وزعماء القبائل والعشائر والمواطنين، مما يدل على الدعم الشعبي الكبير للأمير ومشروعه الوطني .

نتائج المبايعة الثانية

أدت المبايعة الثانية إلى توحيد الصفوف وتعزيز الجهود في مقاومة الاحتلال الفرنسي. كما أسهمت في بناء الدولة الجزائرية الحديثة ووضع الأسس لإدارة مستقلة تعمل على تحقيق الاستقلال والسيادة . وقد كانت هذه المبايعة بمثابة إعلان عن بداية عهد جديد في تاريخ الجزائر، حيث تم تأسيس دولة مستقلة تقوم على مبادئ الشريعة الإسلامية وتسعى للتحرر من الاستعمار .

إن المبايعة الثانية للأمير عبد القادر تظل حدثًا بارزًا في التاريخ الجزائري، فهي تمثل رمزًا للوحدة الوطنية والإرادة الجماعية للشعب الجزائري في مواجهة التحديات والسعي نحو تحقيق الاستقلال وبناء دولة قوية ومستقلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى